توضيح للضعفاء المغرَّر بهم باسم الدين

عدد المساهمات : 5 تاريخ التسجيل : 24/05/2012

توضيح للضعفاء المغرَّر بهم باسم الدين
بقلم: هشام أحمد صقر
------------------------------
الحمد لله ناصر المؤمنين وفاضح المنافقين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن والاهم وتبعهم إلى يوم القيامة والدين.

أما بعد:
لا يشك عاقل أن الأزمة الأخيرة في سورية كشفت كثيراً من الأقنعة الزائفة التي تتستر بالدين غطاءً، ووضعت كثيراً من دعاة الإسلام في موقف لا يحسدون عليه رغم محاولة بعضهم ركوب الدين وسرقة عواطف الضعفاء واستغلالها.
ومن الأقنعة الزائفة والأصنام التي عبدها بعض الرعاع وبان عوارها وانكشفت سوأتها صنم وقناع الوهابي التكفيري عدنان العرعور الذي يطل على القنوات الفضائية الوهابية التكفيرية التي تبث من السعودية (مثل صفا ووصال)، فيهتف بعد إطلالته مئات من مغفلي أو مستغفلي شعبنا بعد أن عمل جاهداً لتسويق نفسه على أنه رجل دين يدعو لإحياء سنة رسول الله (ص)، وبأنه نصير للثورة السورية المزعومة، وللشعب السوري (المستضعف)، ووصل به الحد لتكفير طوائف برمَّتها في محاولةٍ لتسويق المذهب التكفيري الوهابي الذي يعتنقه، بل وتسويق المشروع الصهيوني في تفتيت الوحدة الوطنية التي تعيشها سورية، حتى إذا انتفض أتباعه المعاقون (عقلياً) على الشرفات بالتكبير والتهليل معتقدين أن تكبيرهم وتهليلهم ودعاءهم سوف يسقط النظام في سورية كما دجَّلَ عليهم هذا الدَّجال الهارب من سورية منذ عام 1972 لارتكابه جرائم مخلة بالآداب، والمتورط بحوادث التفجير وقتل الأدمغة السورية في الثمانينيات من القرن الماضي...
تراه على شاشة هذه القنوات العفنة يرغي ويزبد بأن ما يجري في سورية ثورة، وأن الحكم العلوي في سورية يستهدف السنة.... إلخ، وكل هذا كذب بكذب، لأن الناس في سورية يعيشون وفق مبدأ: (الدين لله والوطن للجميع).
وإذا كانت مزاعمه هي دعم الثورة المزعومة في سورية فلنا أن نسأله:
إذا كانت هناك ثورة لإسقاط النظام كما تزعمون فهل البديل هو الحرب الأهلية التي تزرع بذورها مع أعوانك لإشعال المنطقة وتفتيت القلعة الوحيدة الصامدة في وجه أمريكا وإسرائيل؟
ثم: هل كل الملايين التي خرجت مؤيدة للرئيس العظيم بشار الأسد ليس لها أي اعتبار عندكم؟ وكل الاعتبار لبعض المئات من الذين خرجوا ولا يعرفون لماذا يخرجون، أو لأولئك المخربين من العصابات الإجرامية المسلحة؟!!
وهل تحللون قيام المظاهرات في سورية وتحرمونها في كل من السعودية وقطر والبحرين و....؟!
ألا يحق للشعب في السعودية والبحرين وقطر أن يثور وينتفض على ظلم الطواغيت الذين قاموا بإذلاله وقتله وتعذيبه؟!!
لماذا أشعلتم ثورةً طائفية في سورية في الوقت الذي تقفون علانية ضد ثورة الشعب في البحرين وتغطُّون قمع النظام الخليجي لها، والذي قام بإحراق المصاحف وتهديم المساجد واغتصاب النساء وقتل الأطفال واعتقال المتظاهرين....؟!!!
سأجيبك رغم أنني متيقن من معرفتك للحقيقة، فأنتم الوهابيون التكفيريون أيَّدتم ثورة الناس في البلدان التي تظنون أنه سيكون لكم فيها موطئ قدم، وبأنكم ستحققون فيها مكاسب طائفية على رأسها تصدير مذهبكم الوهابي الخبيث، لكنكم تعون أيضاً أن سقوط أنظمة الاعتدال الاستسلامية العربية يعني سقوط المشروع الصهيوأمريكي برمته، فالتبعية الخليجية لأمريكا من خلال القواعد العسكرية الأمريكية تبعيةٌ لم تكن في يوم من الأيام سوى خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة العربية، وإن زعمتم زوراً بأنكم في الأراضي المقدسة...
والحقيقة: إن بقاء الأنظمة الاستسلامية هو خدمة للمصالح الأمريكية الصهيونية، وإذا كنت قد نسيتَ أيها العرعور من دعم الأمريكان في حربهم على أفغانستان والعراق ولا أحسبك قد نسيت، فسأذكرك بأن الصواريخ والأسلحة انطلقت من دول الخليج....
إذاً: من حقنا أن نفهم حقيقة فتاواكم والتي تعني بالضرورة ذبح الشعوب الممانعة المقاومة الآمنة والتنكيل بها، واستضافة القواعد العسكرية المعادية وحراستها، وتنفيذ مخططات الكفر العالمي...
إنكم بزعمكم للدين تشابهون مومس تبيع الشرف للناس وهي لا تملك ذرة واحدة منه.
نعم إن النظام الصهيوني بحاجة لمرتزقة ومجرمي الوهابية، لأن بقاء الإرهاب مصلحة إستراتيجية لهم، وزواله يعني خطراً جسيماً يتهددهم ويتهدد مشروعهم في المنطقة، ثم إن زوال الإرهاب (الذي يدَّعي الإسلام) يعني تكشف دموية العدو الصهيوني الذي استقوى بخونة العرب أمثال مبارك وغيره على أهلنا في غزة المحاصرة، فالنظام الصهيوني المجرم يقوم على حكم اليهود من الفرات حتى النيل، وبالتالي فهو لا يثق بالعرب، خاصة بالخونة أمثالكم، وقد ثبت بأن كثيراً من دعاة الوهابية التكفيرية قد حرَّضوا على قتل الأبرياء وأشعلوا الفتن في الشعوب العربية وأصدروا فتاوى تصب في حماية أمن ومصلحة إسرائيل...

ولي وقفة هنا لأقول:
ماذا ستقولون لله رب العالمين يوم الموقف العظيم، وقد سوَّقتم البدع والفتن على الأمة فخدعتموها وخدعتم أنفسكم في الوقت الذي طعنتم فيه بالشرفاء الصادقين؟

أخيراً أقول:
لقد انكشفت حقيقة دعاواكم الإرهابية، وانكشفت حقيقة مذهبكم التكفيري، ولم تبق حجة لأحد بعد اليوم ليقول لنا: (نحن نجاهد في سبيل الله) فقد أثبتوا جهادهم بجدارة فقط على الناس الأبرياء العزل، من خلال التفجيرات التي يقومون بها، وقتلهم للأطفال والنساء، واغتيالهم للعقول والأدمغة، وغدرهم بالجيش وقوى الشرطة، وهم شعب واحد!!!!
وأما أنتم أيها الضعفاء المغرَّر بهم باسم الدين، والذين ضحكت عليكم آلة الغرب الصهيونية الناطقة بلسان العرعور وأمثاله، فأقول لكم:
أما آن الأوان لتتقوا الله في أنفسكم وأهليكم؟ كيف ترضون بكل هذا التخريب والتدمير للبلد التي آوتكم واحتضنتكم وأنتم تشاركون في حرق الممتلكات وتخريب المباني وقتل الناس دونما سبب؟!
أقولها لمن بقي عنده ذرة من الفكر فيكم: أنْ قِفُوا مع أهلكم وانفضوا عنكم غبار هذه المؤامرة الصهيوأمريكية التي تخطط لسحق البلاد والعباد....